باريس سان جيرمان- بين طموح الألقاب والحفاظ على صحة اللاعبين

المؤلف: نيويورك - الفرنسية11.02.2025
باريس سان جيرمان- بين طموح الألقاب والحفاظ على صحة اللاعبين

يتطلع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم إلى تحقيق التكامل بين إضافة لقب جديد يضاف إلى سجله الحافل بالألقاب، والذي توج بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على سلامة لاعبيه بعد موسم طويل ومضن عندما يواجه فريق تشيلسي الإنجليزي في نهائي كأس العالم للأندية يوم الأحد.


وقد بدت المخاوف بشأن تأثير الإرهاق البدني واضحة على لسان المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي صرح في الثامن والعشرين من يونيو الماضي قائلاً: "لقد بدأ موسمُنا في الرابع عشر من يوليو 2024، وإذا ما تأهلنا إلى النهائي، فسيكون موسمُنا قد استمر لمدة 365 يومًا كاملاً".


وكان فريق باريس قد وصل إلى المباراة النهائية عقب فوزه الكبير على ريال مدريد الإسباني بأربعة أهداف نظيفة، مما يؤكد أن فوزه الساحق على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 5-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا لم يكن مجرد صدفة عابرة، بل كان نتيجة طبيعية للعمل الذي قام به إنريكي، والذي نجح في تغيير النظرة إلى الفريق من مجرد مجموعة من النجوم اللامعة إلى فريق متكامل يسوده الانسجام والعمل الجماعي.


وكان نادي العاصمة الفرنسية قد فاز في العام الماضي بلقبي الدوري والكأس المحليين، وبلغ الدور نصف النهائي من دوري الأبطال في أول موسم له تحت قيادة إنريكي، معتمداً بشكل كبير على النجم كيليان مبابي، الذي سجل 44 هدفاً، على الرغم من استبعاده لفترة من الوقت خلال النصف الثاني من الموسم بعد أن اتضح للجميع رغبته في الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.


ورغم رحيل مبابي، تمكن إنريكي من إثبات أن اللعب الجماعي هو مفتاح تحقيق النجاح، ومنح الفريق تطلعات نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، وقاده في عام 2025 إلى الفوز بألقاب الدوري والكأس وكأس الأبطال، البطولة الأهم على مستوى القارة.


وبات الفريق الآن على بعد مباراة واحدة فقط من إضافة لقب جديد إلى سجل إنجازاته، مع إدراكه التام بأن هذا المجهود الإضافي قد يؤثر سلباً على اللاعبين، أو حتى يهدد سلامتهم قبل أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الجديد.


وعلى الرغم من دعمه الكامل لهذه البطولة الجديدة، إلا أن إنريكي يحرص دائماً على التذكير بتبعات جدول المباريات المزدحم على اللاعبين، الذين بدأوا موسمهم قبل عام كامل، في صيف 2024.


ويواصل جميع لاعبي باريس التعبير عن رغبتهم في "صناعة التاريخ" وكتابة المزيد من الإنجازات، ولكن يبقى السؤال: بأي ثمن؟


وقد بدا واضحاً، رغم الحماس الشديد الذي صاحب الفوز الكبير على ريال مدريد في الأربعاء الماضي، أن الإرهاق البدني والذهني بدأ يظهر على اللاعبين.


وفي هذا الصدد، صرح اللاعب الإسباني فابيان رويس، الذي سجل هدفين في المباراة: "الحقيقة هي أن الأمور أصبحت أصعب قليلاً في هذه المرحلة من الموسم".


وفي وقت سابق من البطولة، انتقد اللاعب البرتغالي فيتينيا أيضاً وتيرة المباريات المتواصلة، معلقاً على الإرهاق بقوله: "أعتقد أنكم قادرون على ملاحظة ذلك بأنفسكم".


ويدرك إنريكي واللاعبون أنهم، بعد انتهاء مشاركتهم في كأس العالم للأندية، سيجدون أنفسهم على الفور أمام تحديات قادمة، أولها في الثالث عشر من أغسطس عندما يخوضون مباراة كأس السوبر الأوروبية أمام فريق توتنهام الإنجليزي، بطل الدوري الأوروبي، وهذا يعني أن اللاعبين سيحصلون على فترة راحة قصيرة جداً، لا تتجاوز ثلاثة أسابيع بعد المباراة النهائية أمام تشيلسي يوم الأحد.


سيسعى باريس جاهداً إلى عدم تفويت فرصة الفوز بكأس السوبر، حتى وإن كان هذا اللقب أقل أهمية مقارنة بغيره، قبل أن يبدأ بعد ذلك بأربعة أيام فقط مشواره في الدوري على ملعب نانت.


وسيكون الموسم المقبل حافلاً بالضغوط والإرهاق على اللاعبين، حيث سيضطر غالبية اللاعبين إلى الانضمام إلى منتخبات بلادهم في بداية الصيف المقبل، من أجل المشاركة في مونديال 2026.


وانطلاقاً من إدراكهما لأهمية عدم تجاوز الحدود البدنية والذهنية، وضرورة مكافأة اللاعبين على الموسم الاستثنائي الذي قدموه، تولي إدارة النادي والجهاز الفني اهتماماً كبيراً بفترات الراحة، التي تم تطبيقها خلال الموسم الماضي.


وأوضح إنريكي أنه وجهازه الفني يقومون بتسجيل دقيق لوقت لعب كل لاعب بهدف تنظيم مشاركته، حتى وإن كان ذلك يشكل تحدياً يومياً من الناحية العملية.


وبعد مباراة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال الإنجليزي، سمح باريس لسبعة لاعبين أساسيين بالحصول على الراحة بدلاً من السفر إلى مواجهة مونبلييه. كما تم إعفاء عثمان ديمبيلي من المشاركة في العديد من المباريات، بدءاً من الربيع، عندما كان في قمة مستواه.


وخلال مشاركة الفريق في مونديال الأندية، كان النهج مختلفاً بعض الشيء، حيث اقتصر التدوير على مباراة بوتافوجو البرازيلي في دور المجموعات فقط، وكانت النتيجة مخيبة للآمال، حيث خسر الفريق بنتيجة 0-1 مع فرص قليلة للتسجيل.



ولكن النادي قرر مبكراً في إيرفين، إحدى ضواحي لوس أنجليس، منح اللاعبين حرية أكبر بعد التدريب الصباحي، وقد لاقى هذا الإجراء الاستثنائي ترحيباً كبيراً من اللاعبين، بمن فيهم الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما. وفي الأسبوع الجاري، أقام باريس معسكره في نيوجيرسي قبل أن ينتقل إلى فندق في قلب مانهاتن.



شرح الصورة:



معالجة
1709x699
1.91MB
Paris Saint-Germain's Fabian Ruiz (8) and Real Madrid's Vinicius Junior (7) battle for the ball during the Club World Cup semifinal soccer match between PSG and Real Madrid in East Rutherford, N.J., Wednesday, July 9, 2025. (AP Photo/Seth Wenig)


سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة